التفاحة المغربية..
العاصمة بريس
بقلم..سعودي العمالكي
عقب الفيضانات الغزيرة التي اجتاحت مناطق فالنسيا في شبه الجزيرة الإيبيرية، وبموافقة السلطات الإسبانية المختصة، أرسل المغرب فرق إغاثة، مكونة من وحدات بشرية ووسائل لوجستية، إلى المناطق المتضررة. وقد لاقت هذه المبادرة الإنسانية تقديراً كبيراً، إذ تندرج في إطار التعاون الودي والمتعدد الأبعاد الذي يربط البلدين في أوقات الفرح والمحن المشتركة.
عبأت فرق الإغاثة المغربية فرقاً متخصصة لإزالة الأنقاض وتنظيف المناطق المنكوبة بهدف إعادة الحياة لهذه المناطق التي تضررت بشدة بسبب الأمطار الغزيرة في نهاية الشهر الماضي. وباهتمام كبير بهذه الكارثة المدمرة التي أصابت شريكه على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، كان المغرب من أوائل الدول التي وضعت مواردها البشرية والمادية تحت تصرف السلطات الإسبانية. وشملت هذه المساعدة 24 شاحنة و70 مختصاً لدعم نظرائهم في عمليات تنظيف ورفع الأنقاض التي خلفتها السيول المدمرة والتي كانت تسد قنوات التصريف.
تم إرسال قافلة الإغاثة المغربية بإشراف مباشر من وزير الداخلية المغربي وبالتنسيق مع نظيره الإسباني، وفقًا لتوجيهات ملكية. وجدير بالذكر أن هذه الكارثة التي عاشها أصدقاؤنا الإسبان، خلال وبعد هذا الفيضان الكابوسي، أثارت تفاعلاً من المجتمعات المجاورة. وقد تحركت المغرب والبرتغال وفرنسا، في لفتة تضامنية رائعة، لدعم شعب هذا البلد الجار في مواجهة هذه الفاجعة.
ووفقاً لآخر حصيلة في جنوب شرق إسبانيا، سجلت حوالي 219 وفاة، مع فقدان مئات الأشخاص وترك العديد من الأسر في حالة حزن شديد جراء هذه الكارثة العنيفة. وقد سارعت السلطات الإسبانية إلى تعبئة 15,000 جندي وشرطي، وصرفت مساعدة طارئة تقدر بـ10.6 مليار يورو لدعم السكان والشركات المتضررة.
من المهم التأكيد على أن المغرب شارك بعفوية وبقناعة في هذه المبادرة الإنسانية التي تأتي ضمن جهود تعزيز وتوطيد أواصر الصداقة والتآزر بين البلدين لخدمة شعبيهما. وكما يقول المثل المغربي: “حجر من صديق كالتفاحة!”.