الخطاب الملكي .. رسائل حازمة لدعم الوحدة الترابية

العاصمة بريس
بقلم ..عمالكي السعودي

سنعيد النظر في الخطاب الملكي الذي كان بلا شك بمثابة نسمة جديدة من القوة والصلابة تجاه الوحدة الترابية. اتسم الخطاب بالواقعية والحكمة، وجاءت رسالته لتكون درساً واضحاً للمنتقدين، الذين يتمسكون بأشلاء الاستفتاء المنتهي وغير القابل للتنفيذ في الصحراء، مع إغفالهم لعملية إحصاء المحجوزين في مخيماتهم. أما الآخرون، فهم يحاولون بخبث اقتناص منفذ إلى المحيط الأطلسي من خلال التلاعب بقضية الأقاليم الجنوبية. غير أن المغرب قد أعلن بوضوح فتح واجهته البحرية أمام جميع الدول الراغبة في استغلالها من دول الساحل لتحقيق تبادل مثمر وعادل.

من هذا المنطلق، يحق للمغرب رفع صوته أمام الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل لهذه القضية الواضحة التي تتنازع فيها الأطراف بين الحق المغربي المشروع والمبني على الشرعية والواقعية، وبين الضلال المتقادم للمعارضين. لقد قطعت قضيتنا الوطنية أشواطاً هامة على الصعيد الدولي، ليس فقط بفضل مصداقيتها، بل أيضاً من خلال الدعم المتزايد من أكثر من مئة دولة، منها دول لها ثقل كبير على الساحة الدولية.

ومع ذلك، يبقى على المجتمع المغربي بكل مكوناته تكثيف الوعي والحذر من أي محاولات تمس وحدة الصحراء المغربية. وقد أشاد الخطاب الملكي بجميع المغاربة المقيمين بالخارج على تمسكهم وولائهم للوطن الأم، وأعلن عن إعادة هيكلة المؤسسات المكلفة بخدمات المغاربة المقيمين بالخارج للحد من تشتت وتداخل اختصاصاتها. وفي هذا السياق، سيتولى “المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج” تقديم الدراسات والمقترحات، بينما ستكون “مؤسسة محمدية للمغاربة المقيمين بالخارج” مسؤولة عن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الموجهة لهذه الفئة، والتي يبلغ عددها أكثر من خمسة ملايين مغربي مسجلين في قنصليات المغرب في الخارج.

وهكذا، يولي صاحب الجلالة اهتماماً خاصاً لهذه الشريحة، حيث يعمل على تأطيرها ومواكبة مشاريعها ومبادراتها. يبقى أن نؤكد مرة أخرى هذه اللمسة الملكية التي تتسم بالوضوح والحكمة، والتي تهدف إلى وضع المنظمة الأممية أمام مسؤولياتها الكاملة، في ضوء الحقائق الراسخة التي يتمتع بها حقنا المشروع على أراضينا المسترجعة، المدعومة بالجهود التنموية المتعددة الأبعاد التي تشهدها.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...