المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير يكرم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي رمز الفن والالتزام
العاصمة بريس/الرباط
مصطفى اشباني..أكادير
في دورته العشرين، يحيي المهرجان الدولي للسينما والهجرة ذكرى الفنانة المغربية الراحلة نعيمة المشرقي، التي شكلت أحد رموز الساحة الفنية بالمغرب. يكرم المهرجان إسهاماتها الكبيرة على المستوى الفني والمجتمعي، حيث كانت من أوائل الفنانين الذين دعموا المهرجان منذ انطلاقته الأولى. لطالما ساندت المشرقي المهرجان بحضورها وتأييدها، وساهمت في تعزيز إشعاعه وترسيخ دوره كأحد المهرجانات الوطنية التي تتجاوز حدود المحلية نحو العالمية.
تعد نعيمة المشرقي مثالاً للفنانة التي وظفت شهرتها في خدمة القضايا الإنسانية، فقد كانت سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسيف، ومستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل، كما شغلت منصب رئيسة مساعدة في النقابة الوطنية لمحترفي المسرح. كما كانت عضوة سابقة في المجلس الأعلى للهيئة العليا للسمعي البصري، حيث كرست جهودها لتعزيز مكانة الفن المغربي وتطويره.
رحلت الفنانة نعيمة المشرقي عن عالمنا في يوم السبت 5 أكتوبر، عن عمر يناهز 81 عامًا، مخلفة وراءها إرثاً فنياً كبيراً ومسيرة متميزة أثرت بفضلها قلوب الجمهور المغربي. تميزت الراحلة بأدائها القوي في مجموعة من الأفلام والمسلسلات التي صنعت بها بصمتها الخالدة، حيث استطاعت أن تصل إلى قلوب المشاهدين بأدائها البديع وأدوارها المؤثرة.
بدأت مسيرة المشرقي في المسرح، حيث تألقت على خشبته من خلال أدوارها مع أشهر الفرق المسرحية، مثل فرقة “المعمورة”، “بساتين”، “مسرح الأنس”، وفرقة “الإذاعة والتلفزة المغربية”. كما حققت إنجازات هامة على مستوى الأداء الصوتي، إذ حصلت على جائزة أحسن أداء صوتي عن دورها في مسلسل “أمينة” في مهرجان الإذاعات العربية بالقاهرة سنة 1998.
ومنذ عام 1964، ظهرت نعيمة المشرقي على شاشة التلفزيون المغربي، حيث أدت أول دور نسائي في سلسلة “عائلة رام دام”، وشاركت في العديد من الأعمال التي أغنت الشاشة الوطنية. في السينما، أبدعت في أكثر من 20 فيلماً طويلاً إيطالياً أو فرنسياً، فضلاً عن الأفلام المغربية التي تركت بصمة واضحة من خلالها، مثل “عرس الدم”، “فاتن”، “معركة الملوك الثلاثة”، “لالة حبي”، و”زقاق السنونو”.
يشكل تكريم المهرجان لنعيمة المشرقي في هذه الدورة رسالة امتنان لفنانة تركت أثراً عميقاً في قلوب محبيها، وساهمت بفنها وعملها الإنساني في إثراء المشهد الفني المغربي.
