الحركة الشعبية تطلق تحولها الرقمي لتعزيز التفاعل السياسي والتواصل مع المواطنين
العاصمة بريس الرباط
إيمان غرب
في خطوة تعكس رؤيتها المستقبلية لتحديث العمل السياسي، أطلقت الحركة الشعبية في 15 أكتوبر 2024 موقعها الإلكتروني الجديد بثلاث لغات: العربية، الفرنسية، والأمازيغية، لتكون بذلك أول حزب سياسي في المغرب يعتمد الأمازيغية كلغة رسمية في تواصله الرقمي. هذه المبادرة تتجاوز البعد التقني، إذ تندرج ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين وبناء جسور الثقة من جديد بين الحزب والمجتمع، بما يتماشى مع التحولات الرقمية والسياسية التي يشهدها المغرب.
خلال حفل الإطلاق بمقر الأمانة العامة للحزب في الرباط، أوضح محمد أوزين، الأمين العام للحركة الشعبية، أن هذا التوجه نحو الرقمنة ليس رفاهية بل ضرورة حتمية لتعزيز فعالية التواصل السياسي. وأكد أن الموقع الإلكتروني الجديد، إلى جانب المنصات الرقمية المرتقبة، سيمكن الحزب من الانفتاح على جميع شرائح المجتمع المغربي بمختلف ثقافاته ولغاته. وأشار إلى أن إدراج الأمازيغية يعكس التزام الحزب بترسيخ التعددية اللغوية والثقافية، كدعامة أساسية للوحدة الوطنية.
وشدد أوزين على أن العمل السياسي لا يقتصر على مواجهة الخصوم أو تعبئة الأنصار، بل يقوم أساساً على الإنصات المستمر لمشاغل المجتمع والتفاعل السريع مع تطلعاته. وأبرز أن الرقمنة ستتيح للحزب الاقتراب أكثر من المواطنين في كل من الحواضر والقرى، كما ستمنحهم فرصة المشاركة الفعالة في اتخاذ القرار السياسي عبر منصات تفاعلية وخدمات ذكية.
وأكد أوزين أن موقع الحزب في المعارضة لا يمنعه من الاستمرار في العمل السياسي النشط. وأضاف أن الحضور الرقمي القوي سيعزز دور الحزب الرقابي من خلال رصد القضايا المجتمعية عن قرب، وتقديم حلول استباقية واقتراحات بناءة. وقال: “لسنا في المعارضة لننتظر دخول الحكومة، بل لنمارس السياسة الحقيقية: الاستماع، التفاعل، وتقديم البدائل”.
ورغم التحديات المالية التي يواجهها الحزب في سياق المعارضة، أوضح أوزين أن الحركة الشعبية تعتمد على إمكانياتها الذاتية لتنفيذ مشاريعها الرقمية. واعتبر هذا المشروع فرصة لإعادة هيكلة العمل السياسي، بما يتيح مرونة أكبر واستجابة أسرع لتحديات المجتمع. وأضاف: “السياسة ليست تبريراً للصعوبات، بل ابتكار حلول رغم العوائق”.
ضمن رؤيتها المستقبلية، وضعت الحركة الشعبية أهدافاً طموحة تمتد حتى عام 2026، منها:
1. تطوير تطبيقات موجهة لتعزيز التواصل مع الأعضاء والمؤيدين.
2. تشجيع الشباب على المشاركة في العمل السياسي عبر منصات تفاعلية.
3. توفير خدمات رقمية لمتابعة الأنشطة والبرامج الحزبية بشكل مستمر.
4. تنظيم فعاليات افتراضية واستشارات مباشرة لتعزيز مشاركة المواطنين في اتخاذ القرار.
في ختام كلمته، أكد أوزين أن الحركة الشعبية تراهن على التكنولوجيا كأداة لتعزيز الديمقراطية التشاركية، موضحاً أن الهدف ليس فقط الحضور الرقمي، بل إشراك المواطن بفعالية في الحياة السياسية.
وشدد أوزين على أن العمل السياسي ليس مجرد نشاط انتخابي موسمي، بل التزام دائم بخدمة الوطن والمواطنين. وأضاف: “نسعى إلى تجديد الثقة في العمل السياسي من خلال تواجدنا الفاعل في كل فضاء يتواجد فيه المواطنون. رؤيتنا هي البقاء قريبين منهم، نصغي إليهم ونعمل لصالحهم، سواء كنا في السلطة أو المعارضة”.
وختم أوزين بأن التحول الرقمي هو جزء من مشروع أوسع لبناء مستقبل سياسي أفضل يتميز بالشفافية والتفاعل المستمر. وأكد أن الحزب يسعى إلى ترسيخ مكانته كقوة سياسية فاعلة، سواء من موقع المعارضة أو في مواقع القرار، مع التركيز على دور الشباب في رسم ملامح المستقبل السياسي للمغرب.
واختتم بقوله: “السياسة هي خدمة المواطن والتزام مستمر بالتجديد والتطوير لتحقيق تطلعات المجتمع المغربي. ومن خلال هذا التحول الرقمي، نؤكد أن الحركة الشعبية حزب ينبض بالحياة والتجدد، يواكب التحديات ويسعى إلى إحداث تغيير إيجابي”.