التباين في الموارد المائية بالمغرب يكشف تحديات ملحة في إدارة السدود

العاصمة بريس/الرباط
ش.م..أكادير
في ظل الأمطار الغزيرة الأخيرة، يشهد المغرب تفاوتاً كبيراً في توزيع الموارد المائية بين السدود. فعلى سبيل المثال، بينما يعاني سد “الصفيصف” بإقليم فجيج من فيضانات واضطرار إلى تفريغ المياه الزائدة، فإن العديد من السدود الأخرى تعاني من نقص شديد في المخزون المائي. هذا الوضع يهدد إمدادات مياه الشرب والري في مناطق واسعة من المملكة.
يرى الخبراء أن هذا التفاوت يدعو إلى الإسراع في تنفيذ مشاريع الربط بين السدود، فضلاً عن ضرورة تطوير “الطرق السيارة للماء”، وهي استراتيجية تسعى لضمان توزيع عادل للموارد المائية بين مختلف المناطق.
وعلى الرغم من الأمطار الغزيرة التي شهدتها العديد من مناطق المغرب، خاصة في الجنوب والشرق، فإن نسبة ملء السدود على المستوى الوطني لا تتجاوز 30%. محمد سنان، أستاذ التعليم العالي بالمدرسة الحسنية للأشغال العامة، أوضح أن المغرب بحاجة إلى بناء سدود جديدة ذات قدرة تخزين أكبر للتعامل مع الفيضانات المتكررة ولتلبية الطلب المتزايد على المياه.
كما لفت سنان إلى أهمية مشروع نقل المياه بين حوضي سبو وأبي رقراق، والذي يهدف إلى نقل 400 مليون متر مكعب من المياه سنوياً كمرحلة أولى، لتصل في النهاية إلى 800 مليون متر مكعب، وهو مشروع ساهم في تجنب نقص حاد في المياه في الرباط والدار البيضاء.
من جانبه، أكد فؤاد عمراوي، أستاذ علوم المياه في جامعة الحسن الثاني، أن الأمطار الأخيرة حسنت من نسبة ملء السدود في المناطق الشرقية والجنوبية وساهمت في تغذية الفرشات المائية الجوفية، إلا أن البنية التحتية في هذه المناطق تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الاستثنائية الغزيرة.