“الهيمنة الغربية والصراع في الشرق الأوسط: لعبة الموت والصراع على النفوذ”
العاصمة بريس
بقلم سعودي العمالكي
إسرائيل تشعل الفتنة في الشرق الأوسط وتغرقه في التوتر. التصعيد يزداد حدة، خاصة في جنوب لبنان، بعد الأعمال الإبادة التي ارتكبت بدماء ونيران في غزة. فظاعة الجرائم بلغت ذروتها! اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، الذي قُتل مؤخرًا في ضربة استهدفت ملجأه، أشعل فتيل التوترات في المنطقة. من المتوقع بالطبع أن يأتي الرد الحاد من إيران، التي دائمًا ما تراقب وتستعد للانتقام لحليفها الاستراتيجي. في الواقع، يبدو أن التهدئة التي طال انتظارها والتي دعت إليها المجتمع الدولي ليست قريبة في الأفق أمام هذه الجرائم الوحشية. السعي الصهيوني لا يزال مستمرًا في اقتلاع شعب كامل من أرضه عبر القتل البشع الموجه ضد الرضع، الأطفال، والنساء، اللاتي هن المصدر الرئيسي للتكاثر البشري. الغرب، الذي ما زال يعيش تحت تأثير شعور الذنب التاريخي تجاه المأساة اليهودية، يظهر تعاطفًا مبالغًا فيه تجاه الطغيان الصهيوني، بينما يظل غير مبالٍ تمامًا بخطة الإبادة التدريجية للفلسطينيين.
لكن بمرور الوقت، يتضح أن اتباع هذه السياسة القاتلة ضد شعب عنيد هو أمر غير حكيم، لأنه كلما حاولت القضاء عليه، كلما أثبت أنه قادر على النهوض مجددًا، تمامًا كما حدث في زمن النازية، عندما حاولوا إبادة العرق اليهودي في معسكرات الاعتقال التي أنشأها الرايخ الثالث الألماني بقيادة أدولف هتلر. منذ زمن بعيد، كان الصهيونية تتبنى مبدأً عنصريًا يقوم على أساسه كل عقيدتها. ولكن يجب القول إن هناك عقائد أخرى معاصرة تدخل أيضًا في هذا السياق، وخاصة الجوانب الجيوسياسية والاستراتيجية في منطقة مليئة بالنفط.
السيطرة على الشرق الأوسط من قبل القوة العالمية الأولى وحلفائها ليست سوى وسيلة للاحتكار والهيمنة على مستوى عالمي. الولايات المتحدة تسمح بذلك، حرب مميتة وغير مبررة من أجل المصالح الإمبريالية ومن أجل دعم المشروع الصهيوني الذي في الواقع يُبقيهم في قلب المنطقة المحتلة. السباق نحو الخطر المروع للإبادة على وشك أن يعجل بفناء البشرية وتدمير الحضارة على مر التاريخ. في هذا الصدد، قال ألبرت أينشتاين: “لا أعرف كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة، لكنني أعرف كيف ستكون الحرب الرابعة: بالعصي والحجارة!”.
لقد بدأ كل شيء بنظام رأسمالي متوحش أدى إلى ما هو معروف من استغلال، عداء، توتر، وحروب، وانتهى بالخطر الإمبريالي. ولينين قالها بوضوح: “الإمبريالية هي المرحلة العليا من الرأسمالية”. في تلك اللحظة، سنتحدث عن نهاية العالم!