هدر الطعام في المغرب: التحديات والحلول الممكنة
العاصمة بريس
ش .م ..أكادير
يواجه المغرب مشكلة هدر الطعام بشكل متزايد، حيث يهدر سنويًا حوالي 4.2 مليون طن من الطعام، وفقا لمؤشر هدر الطعام لعام 2024. هذا الرقم الصادم يعكس تحديات كبيرة تؤثر ليس فقط على البيئة، بل أيضا على الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في البلاد. مع تفاقم هذه المشكلة، يصبح البحث عن حلول جذرية ضرورة ملحة للحد من الأضرار الاقتصادية والبيئية.
و من بين اسباب هدر الطعام:
نقص الوعي المجتمعي حيث يفتقر العديد من الأفراد إلى الوعي حول أهمية تقليل هدر الطعام وآثاره الاقتصادية والبيئية.
كما تساهم قلة التسهيلات اللازمة لتخزين ونقل الطعام بشكل صحيح في فقدان جودته وطعمه قبل أن يصل إلى المستهلكين.
كذلك العادات الاستهلاكية حيث غالبا ما يقوم المستهلكون بشراء كميات زائدة عن حاجتهم، مما يؤدي إلى تلف الطعام وإهداره.
يؤدي هدر الطعام إلى تأثيرات كبيرة على البيئة، بما في ذلك زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن تحلل الطعام المهدر، حيث يقدر أن هدر الطعام يساهم بنسبة 8-10% من الانبعاثات العالمية. كما يهدر هدر الطعام حوالي 30% من الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل التصحر وتدهور التربة.
أما من الناحية الاقتصادية، فإن هدر الطعام يعكس خسائر كبيرة، سواء على مستوى الأفراد أو الاقتصاد الوطني، حيث تضيع الموارد المستخدمة في إنتاج هذا الطعام مثل المياه والطاقة.
ومن بين الحلول المبتكرة:
**تعزيز الوعي المجتمعي حيث ينبغي إطلاق حملات توعية وطنية تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد وتشجيعهم على تقليل الهدر.
** تحسين البنية التحتية وتطوير التكنولوجيا المستخدمة في تخزين وتوزيع الطعام، يمكن تقليل الفاقد في المراحل المختلفة.
**تحفيز و تشجيع التبرع بالطعام حيث من الممكن تطوير شبكات تبرع بالطعام الفائض للجمعيات الخيرية والمحتاجين، مما يساهم في الحد من الجوع وهدر الطعام في آن واحد.
وكذلك تعزيز القوانين ،من الضروري وضع سياسات وتشريعات تنظم إنتاج واستهلاك الطعام بشكل يحد من الهدر، مع فرض عقوبات على المؤسسات التي تهدر كميات كبيرة من الطعام.
** استعمال التكنولوجيا الذكية حيث يمكن اعتماد التكنولوجيا مثل تطبيقات مراقبة تواريخ انتهاء الصلاحية أو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين توقعات الطلب، مما يساعد في تقليل الهدر.
إن هدر الطعام في المغرب يمثل تحديا بيئيا واقتصاديا لا يمكن تجاهله. ومع زيادة الوعي بآثاره السلبية، يتطلب الأمر اتخاذ خطوات جدية وفورية لمعالجة هذه المشكلة لذا بات من الضروري تبني استراتيجيات شاملة تشمل جميع أفراد المجتمع لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وأمنا غذائيا.