الرغبة في الهجرة الجماعية للشباب هو انعكاس لإخفاقات الحكومة في تنزيل رؤية ملك البلاد تجاه تأهيل الشباب

العاصمة بريس /الرباط
محمد شاكر
في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها المغرب، بدءًا من الفيضانات المدمرة التي ضربت المناطق الشرقية وما خلفته من مآسٍ ، مروراً بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع الأسعار، وصولاً إلى تدني القدرة الشرائية وارتفاع تكاليف الدخول المدرسي، صاعد من حدة النقاش العمومي بشكل كبير.
ردود الفعل الشعبية، وخاصة من فئة القاصرين ، كانت غاضبة، ما أدى إلى ظهور دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الهجرة الجماعية يوم 15 شتنبر . هذا الحدث دفع أجهزة الدولة للتحرك بسرعة تفاديًا لكارثة إنسانية بمدن الشمال.
في هذا السياق، خرج حزب رئيس الحكومة بفعالية حزبية بأكادير، حيث أطل عزيز أخنوش على الحاضرين في لقاء حزبي بعيدا عن دوره الطبيعي في تأطير الشباب والمساهمة في إيجاد حلول لأزماتهم.
النشاط افتُتِح بأغانٍ للفنان “طوطو” ورقصات مع فرقة “أودادن”، دون أدنى إشارة إلى ضحايا الفيضانات في طاطا، وكأن سكان الجنوب الشرقي لا يستحقون اهتمامًا من حزب يقود الحكومة للاسف الشديد
الأزمة ليست فقط في تجاهل الكارثة، بل أيضاً في عدم التفاعل مع الدعوات المتزايدة للهجرة من قبل القاصرين المحبطين من الوضع الراهن.
هؤلاء القاصرين يعبرون عن فقدانهم الأمل في العيش الكريم داخل المغرب، مما يستدعي الوقوف عند جذور هذه الظاهرة.
بدلاً من الترفيه والاحتفال، كان الأجدر بحزب رئيس الحكومة أن يستغل الفرصة للتفكير والنقاش حول برامج فاعلة للشباب، وخلق فرص وإيجاد مشاريع تنموية تمكنهم من بناء مستقبلهم.
فمعالجة مثل هذه الأزمات تتطلب رؤية شاملة وبرامج ملموسة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، خاصة لأولئك الذين يواجهون صعوبات في إكمال تعليمهم أو إيجاد فرص عمل مناسبة.
في هذا السياق قال الملك محمد السادس في ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب بتاريخ 20 غشت 2023 “انه لايذخر من وقته ولا جهده في سبيل ضمان ازدهار اجتماعي وثقافي للشباب، الذي يشكل قرابة ثلث الساكنة، لحماية صحتهم البدنية والعقلية، ودرء الانحرافات والمخاطر الاجتماعية عنهم، وضمان التكوينات المؤهلة لهم لتمكينهم من المساهمة بشكل كامل وناجع في الأنشطة المنتجة، وبالتالي تنمية مجتمعهم.
فالدور المحوري للنخبة السياسية إذن هو .فتح نقاش عمومي حول متطلبات الشعب المغربي بجميع أطيافه، وخاصة الشباب، وفق الرؤية الطموحة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. فمن خلال تفعيل الحوارات الوطنية، والمشاركة الفعالة في صياغة السياسات العامة، تسعى النخبة السياسية إلى تجسيد التوجيهات الملكية السامية التي تركز على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير فرص عمل وتعليم عالي الجودة لشباب الغد. كما تساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، مستجيبةً لتطلعات مختلف فئات المجتمع المغربي، بما يعزز الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي.