لوحات محمد مكوار بالرباط…طريق فنية موحية باتجاه نور التصوف
العاصمة بريس الرباط
ايمان غرب
وسط حشد من الفنانين وعشاق الفن التشكيلي، وممثلي عدد من المنابر الإعلامية، افتتح الفنان التشكيلي محمد مكوار معرضه الجديد، مساء أمس الثلاثاء 10 شتنبر 2024، برواق باب الكبير الكائن بالموقع الأثري قصبة الأوداية بالعاصمة الرباط، ويتواصل حتى 24 من شهر شتنبر الجاري.
المعرض التشكيلي، الذي أطلق عليه الفنان مكوار عنوان “الطريق”، رسالة شعرية بلون المحبة، تسائل الروح والوجدان، وتفتح الباب أمام عوالم تشكيلية بوجدها الفنان بطريقة غاية في الابهار والمتعة البصرية، ما يجعل من أعماله صورا مشوقة بلا حدود.
لوحات محمد مكوار، في هذا المعرض، الذي جاء بعد معرض فردية كثيرة امتدت منذ لأزيد من أربعين سنة، متعددة الأحجام والأشكال، وتفيض بالكثير من الرموز والدلالات الموحية بشكل رفيع.
ان الفنان التشكيلي محمد مكوار، يتففن في رسم كل ما ل علاقة بالفلسفة، والتصوف، حيث تجد ألوانا مبهجة توغل في القداسة، وخطوطا اسبه بطريق تقوده إلى النورانية الإلهية، حيث تصفى الخواطر، والنفوس.
وفي تصريح للفنان التشكيلي محمد مكوار، أكد أن عنوان المعرض، هو في العمق، طريق إلى الله سبحانه وتعالى، وهو المستقيم، مبرزا ان ناس زمان كانوا يقولون” خذ معنا الطريق”، أي سر على الطريق المستقيم، وهدا هو المغزى، بكثير من المعاني الوجودية والفنية والاجتماعية.
وحول إن كان قد يصنف ضمن ما يسمى بالحروفيين، خاصة انه يوظف الحرف داخل اللوحة، نفى ان يكون كذلك، مبرزا أن استعمال الكلمة داخل اللوحة، هو استعمال محدود، ويحيل إلى اللغة العربية بسموها وقداستها.
ولفت إلى أن الكلمات، جاءت مقطوعة في اللوحات، مثل (أبي وأمي)، وانه عمل على إعادة ترتيبها، حتى تبقى لتلك الكلمات معانيها وكرامتها، وأهميتها في الحياة وفي المجتمع، مشددا عل معرضه الجديد هو امتداد للمعرض الشابقة التي كانت انطلقن منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
وتشكل أعمال محمد مكوار، عالما فريدا، يجمع بين المسحة الشعرية الموحية، والرمزية التعبيرية، التي تمنح للمتلقي مساحات شاسعة للتأمل، وطرح السؤال الفلسفي، وذلك في قوالب فنية تجمع بين المادة والجسد والملامح الموغلة في بلاغة الإبهام والغرابة أحيانا.
لوحات مكوار في هذا السياق، رؤية إبداعية للعالم والوجود، وكثلة مشاعر تعبر بكل أريحية عن ما يختلج الفنان من نبضات، انه أشبه بحوار دفين، يجسد رحلة فنية مشوقة، تلامس النور والعتمات، وتمنح القارئ إحساسا بالجمال، وعناق تجريدي بين الروح وعوالم غيبية وصوفية، تصنعها الحروف والكلمات التي تضئ طريق الحلم.