انتخابات الجزائر ..التجديد المشكوك فيه!
العاصمة بريس
بقلم ..سعودي المعالكي
كما كان متوقعا، أعيد انتخاب الرئيس الجزائري لولاية ثانية دون أن يقدم برنامجا أو استراتيجية للخمس سنوات المقبلة. ورغم الانقسام الكبير حول إعادة انتخابه المثيرة للجدل، مهدت له السلطة الطريق بإرسال الجنود الشباب من الثكنات العسكرية الذين اقتحموا مراكز الاقتراع المنتشرة في جميع أنحاء الجزائر منذ الصباح الباكر. وكانت الهيئة المسماة “المستقلة” تعمل على تقديم نسبة تصويت عالية، مع ترك بعض الفتات للمعارضين الذين رفضوا المشاركة في هذه المهزلة.
خلال حملته الانتخابية، لم يتوقف هذا الرئيس الثري عن استخدام الخطابات المليئة بالديماغوجية تجاه وحدة الأراضي المغربية، في محاولة لتجنب الحديث عن الوضع المزري لشعبه. إذ كان يردد دائما أمام جمهوره: “إذا تخلينا عن الصحراء الغربية، فكأننا نتخلى عن جلدنا”. وفي المقابل، كان المتظاهرون من أفراد الشعب الحر يرفعون شعارات رفض الهيمنة العسكرية على إرادة الناخبين.
هذا الفعل الديكتاتوري الذي يفرضه النظام لم يستطع إسكات الأصوات المعارضة التي تندد بالدور المتزايد للعسكر في الحياة السياسية المدنية. مرة أخرى، قام جنرالات الجزائر بخنق حياة الشعب من خلال تمديد فترة رئاسة رجل يعاني من مشاكل نفسية مزمنة، وذلك على حساب الجزائر المتألمة، التي قاطع معظم أبنائها الانتخابات التي يرونها مزورة.
خمس سنوات أخرى من العذاب للشعب الجزائري، ونهب لثرواته، وعداء دائم تجاه الجار الأبدي، المغرب. ورغم كل هذا، ستظل الأمة المغربية، التي يزيد عمرها عن 12 قرنا، تعتبر الشعب الجزائري شعبا شقيقا، على الرغم من إغلاق الحدود بشكل أحادي في عام 1994 بين البلدين الجارين. ومن يدري، ربما تتغير الأمور للأفضل بين الشعبين في المستقبل، في سعيهما إلى السلام والازدهار، من أجل مغرب عربي كبير وقوي وموحد.
هل نحلم بهذا المستقبل؟ نعم، ولم لا؟ فكل شيء يعتمد على الشعوب، لأن الديكتاتورية لا تدوم أبدا في تاريخ البشرية. ولهذا السبب، يجب على المجتمعات أن تصل إلى مستوى عالٍ من الوعي. الحالة المتباينة التي يعيشانها اليوم من المتوقع أن تتغير مع مرور الوقت، لتقرب الأفراد من بعضهم البعض.
كما قال كارل ماركس في هذا السياق: “ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، بل على العكس، وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم!”. وفي تلك اللحظة، لن يكون لا تبون ولا الميليشيات، ولا حتى الجماعات الانفصالية، قادرين على تغيير مجرى الأحداث!