جميلة زيو : تواجد نشاط تجاري مهم يمكن المتسولين من الذوبان وسط المدينة

العاصمة بريس
محمد بوسعيد

أسباب انتشار التسول بالأطفال بأكادير ومناطقها ،كثيرة و متعددة وفي مقدمتها ،تواجد نشاط تجاري مهم يمكن المتسولين من الذوبان وسط المدينة ،دون إثارة انتباه المارة إلى هويتهم .حيث تعرف المدينة حركية وتنقلات ،مما جعل المتسولين يبدون منافسة على المواقع التي يتوزعون بين المحطة الطرقية ،الأحياء و الأسواق والحافلات و المساجد والأبناك والمتاجر .وبالتالي ينشطون في مجال جغرافي يمتد وسط المدينة تتحكم فيها شبكات محترفة ،للظفر بسخاء المحسنين ،من خلال استخدام الرضع و استدراج القاصرين .فمنهم من يكتري طفلا ،بل ظهر أخيرا أن بعض المتسولات يستعملن دمية ،ومنهم من يتسول تحت غطاء المتاجرة بالمناديل الورقية ،أو باستعمال وصفة طبية تنبث أن المتسول مصاب بمرض مزمن ،أو من الأساليب التي تشكل عنصر لإقناع المحسنين.
فأمام هذا الزحف من المتسولين ،تحرك المجتمع المدني ،في تنظيم حملات تحسيسية ،لإيقاف هذا النزيف .وفي هذا الإطار ،أكدت جميلة زيو،ناشطة جمعوية للجريدة ،أن بعض الأسر تمتهن التسول ،عبر إنشاء مقاولة أسرية ،من أجل تحقيق الربح السريع .وأخرى كعصابة منظمة تتاجر في كراء الأطفال الصغار ،بمائة وخمسين درهما ،ويصل المبلغ في المناسبات الدينية إلى ثلاثة مائة درهم. مضيفة في نفس السياق ،أن عدد المتسولين في تزايد ،مما يسبب في انحراف الأطفال و ارتمائهم بين أحضان الجريمة ،بعد أن عانوا من الاكتئاب ويتجهون لاستعمال المخدرات و الكحول في سن مبكر ،وبالتالي إفراز شخص معادي للمجتمع ،نتيجة لتراكمه لأفكار ومغالطات غير صحيحة .
زيو شددت أن المشرع يجرم ظاهرة التسول بتشديده للعقوبات ،فيما يتعلق باستخدام الأطفال القاصرين .بيد أن الحملات التي تقوم بها السلطات ،غير مجدية للقضاء على هذه الآفة ،امام عدم انخراط جمعيات المجتمع المدني لدرء هذه الظاهرة التي تنخر المجتمع ،ومقاربتها مقاربة شمولية لإنقاذ الأطفال من قبضة من يستغلهم في التسول . وتساءلت المتحدثة ذاتها ،أن إذا كانت الأم تسخر أبنها لهذه المهمة أللأخلاقية ،فهنا تحضر مسألة التربية والرعاية ،التي ينبغي أن تمنحها الأم لصغيرها .وخلصت إلى أن المكان الطبيعي والآمن للقاصر ،هو البيت والمدرسة ،وليس الشارع .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...