كراسي المسؤولية: الشعارات تلمع والواقع يزداد قتامة

العاصمة بريس /الرباط

منير نافيع

في مشهد السياسة المعاصر، يتزايد عدد المسؤولين الذين يعتلون المناصب دون أن يحققوا شيئا يذكر لصالح المواطنين. يكتفون بإطلاق الشعارات الرنانة وتلميع صورهم في الإعلام، بينما يبقى الواقع على حاله، إن لم يكن أسوأ.

مع كل خطاب أو ظهور إعلامي، يتفنن بعض المسؤولين في تكرار شعارات مثل “محاربة الفساد” و”تحقيق التنمية”، لكنها تبقى مجرد كلمات تتلاشى مع أول اختبار على أرض الواقع. المواطن البسيط، الذي يعلق آماله على هذه الوعود، يصطدم بحقيقة مرة: لا تغيير، ولا إنجازات.

كراسي المسؤولية تحولت لدى البعض إلى غاية في حد ذاتها، حيث يتمسكون بها بشتى الطرق، حتى على حساب مصلحة الوطن. هذا التمسك يؤدي إلى تعطل عجلة الإصلاح، وبقاء المشكلات دون حلول، في حين يدفع المواطن الثمن.

الإعلام في بعض الأحيان يصبح شريكا في تضليل الرأي العام، حيث يُلمع صورة المسؤولين الفاشلين ويبرزهم كأبطال للإنجازات الوهمية. الحقيقة المؤلمة أن هذه الصور لا تعكس إلا القشور، بينما الواقع يظل قاتما.

غياب المحاسبة الصارمة يُغري بعض المسؤولين بالاستمرار في سياساتهم الفاشلة، دون خوف من أي عواقب. هذا الوضع يُعزز من أزمة الثقة بين الشعب والحكومة، ويُكرس الفساد كواقع مقبول.

في ظل هذا الواقع المظلم، تتصاعد الأصوات المطالبة بالتغيير. المواطنين يريدون مسؤولين يحملون رؤية حقيقية للتنمية، ويعملون بجد لتحقيقها، بدلا من الاكتفاء بإطلاق الشعارات.

لايمكن تحقيق الإصلاح دون محاسبة حقيقية للمسؤولين المقصرين. يجب أن تدار المناصب بكفاءة، ويجب أن تذهب لمن كم يستحقها فعلا. فقط عندما يصبح العمل الجاد هو معيار النجاح، يمكننا أن نأمل في مستقبل أفضل.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...