الملك محمد السادس يلقي خطابا تاريخيا بمناسبة عيد العرش، و متابعة الخطاب من طرف الوالي عبد السلام بيكرات وقناصلة وشخصيات مدنية وعسكرية

العاصمة بريس الرباط
جهة العيون منير نافيع

*إبراهيم بلالي السويح: الخطاب الملكي يحدد استراتيجيات واضحة لمواجهة أزمة ندرة المياه وتعزيز الأمن المائي والغذائي في المغرب””

بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش، ركز الخطاب الملكي لجلالة الملك على مسألة حيوية تتمثل في ندرة المياه، وهو موضوع بات يمثل تحديًا كبيرًا للمغرب. الملك نبه إلى ضرورة اليقظة الجماعية وجهود الحفاظ على هذا المورد الحيوي لضمان توفره للأجيال المقبلة.

وقال الملك في خطابه: “إن التحديات التي تواجه بلادنا، تحتاج إلى المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير. ومن أهم هذه التحديات، إشكالية الماء، التي تزداد حدة بسبب الجفاف، وتأثير التغيرات المناخية، والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة، في إطار السياسة المائية.”

تعليقًا على الخطاب، اعتبر إبراهيم بلالي السويح، المحلل السياسي وعضو المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية، أن خطاب جلالة الملك يتزامن مع مرور ربع قرن من الإصلاحات التي جعلت المغرب يتمتع بمكانة مرموقة إقليميًا ودوليًا. السويح أشار إلى أن الخطاب كان بمثابة دعوة عملية لمعالجة أزمة ندرة المياه التي باتت تؤثر بشكل كبير على الأمن المائي والغذائي في البلاد.

وأوضح السويح في تصريحاته لجريدة العاصمة بريس أن الخطاب الملكي تطرق إلى مسألة استراتيجية بالغة الأهمية تتعلق بمعاش ومستقبل المغرب. الملك أشار إلى الاختلالات التي شهدها البرنامج الاستعجالي 2020-2027، وهو ما يعكس التركيز على معالجة التحديات التي تواجه السياسة المائية.

وأضاف السويح أن الخطاب كان عمليًا واستراتيجيًا، حيث تطرق إلى التدابير الإجرائية التي يجب اتخاذها لمواجهة التحديات الاستراتيجية. وأكد أن جلالة الملك ربط بين الماء والفلاحة، مشددًا على ضرورة استغلال المياه بكفاءة لضمان الأمن المائي والغذائي للمغاربة.

كما نوه السويح بأن الخطاب دعا إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة التفاوت المجالي في استغلال الموارد المائية. الملك أشار إلى أهمية توطين محطات تحلية المياه على الصعيد الجهوي، وتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الريحية والشمسية، في إنتاج المياه. وقد تم التذكير بأهمية تعميم هذه التجربة على مناطق جديدة، مثل الدار البيضاء والداخلة.

وفي سياق متصل، أكد السويح أن الخطاب الملكي وضع هدفًا طموحًا لتحقيقه بحلول عام 2030، يتمثل في ضمان الأمن المائي والغذائي للمغاربة من خلال زيادة مخزون المياه إلى 1.7 مليار متر مكعب. هذا الهدف يتطلب تنفيذ سلسلة من الإجراءات الاستباقية والتدابير الفعالة لمواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه.

ختامًا، أشار السويح إلى أن الخطاب الملكي لم يكن مجرد تقييم للوضع الحالي، بل قدم خارطة طريق واضحة لمستقبل المياه في المغرب، مع التركيز على الأهمية القصوى لتطوير البنية التحتية المائية وتعزيز الاستدامة البيئية. وبينما يواجه المغرب تحديات كبرى في هذا المجال، فإن الاستراتيجيات التي تم عرضها توفر أساسًا قويًا لمواجهة هذه التحديات وضمان الاستفادة الأمثل من الموارد المائية لضمان الأمن المائي والغذائي للأجيال القادمة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...