أكادير..كرنفال”بيلماون “فرصة لتعزيز الثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها..

العاصمة بريس الرباط
أكادير..مصطفى اشباني
تأتي النسخة الثانية من الكرنفال الدولي “بيلماون” المنظمة باكادير كعادة متميزة ذات طابع احتفالي وتراثي عميق، إذ تجمع بين التعبيرات القديمة والتجديدات العصرية في جو من المرح و الابتهاج و تعتبر هذه الاحتفالية لحظة مميزة آخذة طريقها للترسيخ و التجذر في وجدان منطقة سوس بتاريخها العريق وهويتها الثقافية.
هذا العام، وخلال الحفل الافتتاحي، تم تقديم عروض باهرة من ابتكارات مليئة بالزينة والألوان والحركات الجذابة و الرقصات المعبرة
وقد انطلقت الاحتفالات كعادتها هذه السنة من المرأب التحت أرضي الذي حصص للترتيبات الأخيرة ووضع اللمسات من طرف الجمعيات المشاركة تحت إشراف المدير الفني للكرنفال عبد الرزاق الزيتوني ، وصولا إلى المسار في شارع محمد الخامس، حيث بدأت الاحتفالات باستعراض الفرق المشاركة التي كانت تتألف من نشطاء المجتمع المدني و جمعيات الاحياء مبرزين ، ابتكاراتهم الجميلة و مجسدين مختلف مظاهر الحياة اليومية بتجلياتها حيث كان تجسيد معصرة الزيتون التقليدية والمسيرة الخضراء والبحارة وتنظيم كأس العالم 2030 الى غير ذلك…
وعلى طول الشارع تجمع حشد هائل من الجمهور ، المعجبً ببوجلود، مبهورًا بتنوع وجودة العروض التي جمعت بين الرموز والرسائل التقليدية المبتكرة.
لقد تميز الكرنفال الدولي لبيلماون بأكادير بالأصالة والجمال في جميع عناصره.
كما يجب ان ننوه بالمشرفين على هذه التظاهرة الفنية كل من موقعه وكذلك انضباط المشاركين و مساهمة الشركاء في هذا الكرنفال الشعبي الذي يترك دائما انطباعًا رائعًا ويظهر المستوى العالي من الابتكار لدى الجمعيات، التي أصبح الكرنفال بالنسبة لها انتماءً وفخرًا وهوية.
و بموازاة مع تنظيم الكرنفال الدولي لبيلماون في نسخته الثانية ينطلق المهرجان الفني لتيمتار في دورته 19 بمشاركة مجموعة من الفنانات والفنانين الأمازيغ والعرب والاوروبيين.
و للتذكير فإن”بيلماون” هو تقليد شعبي أمازيغي يحتفل به في مناطق معينة من المغرب، خاصة في سوس ويعرف هذا التقليد أيضًا بـ “بوجلود” أو “بيلماون”او “بولبطاين” في بعض المناطق. ويعد بيلماون جزءًا من التراث الثقافي الأمازيغي ويرتبط بالاحتفالات بعيد الأضحى.
خلال احتفالات بيلماون، يرتدي الشباب جلود الأضاحي ويزينونها بألوان زاهية وأقنعة تنكرية لاختفاء ملامحهم، ثم يجوبون الشوارع حاملين ارجل الاضاحي حيث يضربون بها المارة حيث. يُعتقد أن هذا الطقس يعود إلى الزمن البعيد و يهدف إلى طرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ السعيد.
يُعتبر بيلماون مثالًا على التراث الغني والمتنوع للثقافة الأمازيغية، ويعكس قدرة هذه الثقافة على المزج بين العناصر التقليدية والاحتفالية المعاصرة.