مدينة العيون: عاصمة الصحراء المغربية وأزمة المياه المستمرة”

العاصمة بريس الرباط

منير نافيع جهة العيون

مدينة العيون، عاصمة الصحراء المغربية، تعاني من مشكلة مزمنة تستمر في إثارة استياء سكانها: نقص المياه الصالحة للشرب. ورغم المليارات التي تُخصص لتحسين البنية التحتية، لا تزال هذه المدينة تواجه تحديات كبيرة في تأمين هذه المادة الحيوية.

تعتبر العيون واحدة من المدن المغربية التي تشهد استثمارات هائلة في تطوير بنيتها التحتية. من بناء الطرق والجسور إلى تحسين الخدمات العامة، تُنفق المليارات من الدراهم بهدف تحسين جودة الحياة لسكان المدينة. ومع ذلك، يبقى توفير المياه الصالحة للشرب معضلة لم تُحل بعد.

المدينة تعتمد بشكل كبير على خزانات المياه الموضوعة على أسطح المنازل، وهي وسيلة مؤقتة لتخزين المياه. هذا الحل الذي يجب أن يكون مؤقتا، أصبح دائما رغم مرور السنوات.

يطرح المواطنون العديد من الأسئلة حول هذا الوضع غير المقبول. أولها: لماذا لا يزال الاعتماد على خزانات المياه رغم مرور سنوات على هذه الأزمة؟ من غير المعقول أن تبقى مدينة بحجم العيون، التي تُعتبر عاصمة للصحراء، تعتمد على حلول بدائية في مجال توفير المياه.

السؤال: أين تصرف المليارات المخصصة لتحسين شبكة المياه؟ الشفافية في كيفية إنفاق الأموال العامة أمر ضروري لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من الاستثمارات. المواطنون يريدون معرفة مصير هذه الأموال وما إذا كانت تُصرف في مكانها الصحيح أم لا.

إن الدور الأساسي في معالجة هذه الأزمة يقع على عاتق الجهات المسؤولة. يجب أن تتحمل هذه الجهات مسؤوليتها كاملة وتعمل بجدية على حل هذه المشكلة.

من الضروري أن تكون هناك شفافية كاملة في كيفية إنفاق الأموال المخصصة لتحسين شبكات المياه. يجب أن تُنشر التقارير المالية بشكل دوري وتتاح للمواطنين للاطلاع عليها.

على الجهات المعنية الإسراع في تنفيذ مشاريع مستدامة تُعنى بتحسين شبكات المياه بشكل جذري. وهذا يتطلب استثمارات في التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة لضمان توفير المياه بشكل دائم وآمن.

يجب أن تكون هناك مراقبة دائمة لجودة المياه والشبكات لضمان عدم حدوث انقطاعات أو تلوث. هذه المراقبة ضرورية لضمان توفير مياه نظيفة وصحية للمواطنين.

 

إن توفير المياه الصالحة للشرب هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ويجب أن يكون من أولويات الحكومة المغربية. يتطلع سكان العيون إلى حل جذري وسريع لهذه الأزمة التي طال أمدها. المطلوب الآن هو التحرك العاجل من الجهات المعنية لتنفيذ المشاريع اللازمة وتحقيق العدالة المائية لجميع المواطنين.

مدينة العيون، بكونها عاصمة الصحراء، تستحق أن تكون نموذجًا يُحتذى به في مجال توفير الخدمات الأساسية. ومتى ما تحقق ذلك، ستُثبت المدينة أنها ليست فقط قلب الصحراء، بل نموذجًا في الإدارة الحكيمة والتنمية المستدامة.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...