الصيف موسم التظاهرات الفنية ..فئة الاشخاص في وضعية إعاقة تشكو التهميش والإقصاء

العاصمة بريس
رغم مرور 20 سنة ونيف على نشر قانون الولوجيات المتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة . 03.10على صفحات الجريدة الرسمية ما زالت الكثير من مواده حبرا على ورق. ومن مظاهر التهميش والاقصاء معاناتهم في الفضاءات العمومية والتظاهرات الثقافية والترفيهية تعكسها تصرفات وسلوكات كل المتدخلين والمنظمين للمهرجانات في جل المدن المغربية ،قاسمها المشترك اقصاء وتهميش الأشخاص في وضعية إعاقة.
والبداية من شركات الأمن الخاصة التي تضع أشخاصا مفتولي العضلات تظهر عليهم علامات الانزعاج كلما رأوا شخصا في وضعية إعاقة فالمنع سيد الموقف من الولوج إلى مقدمة منصة المهرجان ،فلا الاحساس الإنساني حاضر ولا المادة 12 من قانون الولوجيات 03.10 مطبق على أرض الواقع كثيرا ما ترى الشخص المعاق مكسور النفس أمام الاهانة والتهميش من طرف منظمي المهرجانات ينضاف إلى معاناته اليومية مع الاعاقة. الطبيعة حرمته، وحراس الأمن كسروه مرة أخرى.
وحتى إذا سمح لشخص واحد بالدخول يظنون أنه منة وعطف منهم وليس قانون شرعه البرلمان والحكومة والاتفاقيات الدولية الخاصة بالاعاقة. فمن يتحمل المسؤولية يا ترى ؟انها كل الوزارات والجهات والولايات والعمالات والأقاليم والجماعات ، مسؤوليتهم واضحة واكيدة في توفير كافة الولوجيات على كافة المستويات :المعمارية، العمرانية، التنقلية والتواصلية الواردة في قانون الولوجيات رقم 10.03 المتعلق بالأشخاص في وضعية إعاقة والصادر بتاريخ 19 يونيو 2003.
وبما اننا في عطلة الصيف الذي تنظم فيها الكثير من المهرجانات الترفيهية نطرح مسؤولية وزارة الثقافة في توفير شروط انسانية أمام الأشخاص في وضعية إعاقة تمكنهم من تتبع فقرات برامج المهرجانات المختلفة وخصوصا تخصيص أماكن أمام المنصات تحميهم من الازدحام والطوارى الأخرى وتمنحم فرصة الاستمتاع مثل غيرهم من الإسوياء وهو مطلب لا يكلف ولو سنتيما واحدا ،فقط يكفي تطبيق القانون والتنسيق بين منظمي المهرجانات وأجهزة الأمن المختلفة والوقاية المدنية ومندوبيات الثقافة والصحة والتعليم والجمعيات المهتمة بالاعاقة والحقوق ووساىل الإعلام.
إن الوضع مقلق جدا ولا يقبل التسويف والتبرير وتنزيل مواد قانون الولوجيات 03.10 امر ملح، ليس على الأوراق وشاشات الحواسب والهواتف الذكية، بل عبر إجراءات واضحة ومتفق عليها من طرف المعنيين وأسرهم، تقطع مع سلوكات الزبونية والانتهازية والتهميش والاقصاء لمواطنين ومواطنات يعانون في صمت. وحان الوقت أن ننصفهم قانونيا في الولوج إلى عالم الثقافة والترفيه برأس عال وكرامة مستمرة في الزمان والمكان وليس شفقة أو تنازل أو منة من أحد.
محمد الحرشي