بعد حادثة التسمم الجماعي بالمحاميد..جماعة مراكش في قفص الإتهام

العاصمة بريس /الرباط
حافيظ م عبدالمجيد
لايخفى على المغاربة قاطبة والمراكشيين خاصة أن مدينة مراكش السياحية تعتبر من أفضل الوجهات السياحية في المغرب بل اكثر من ذلك تعتبر مدينة مراكش الوجهة السياحية الأولى عربيا وإفريقيا والعاشرة عالميا إلا أن المسؤولين عن مدينة مراكش في التسيير والتدبير ربما لاينتبهون لهذا الأمر الذي يجب ان يأخذ بمحمل الجد والواقعية و المحافظة على هذه المكتسبات المتراكمة منذ سنين خلت، لأن مدينة البهجة وسبعة رجال تعرف تراجعا خطيرا في بنيتها التحتية في عدة مجالات.. ولنا عودة بالتفاصيل في هذا الموضوع في مقال آخر (البنية التحتية)..
وكما جاء في العنوان، عن واقعة التسمم التي وقعت بمنطقة المحاميد مند أسبوعين والتي خلفت لغاية اللحظة أكثر من ست حالات وفاة و 26 مصابا بهذا التسمم والذي لم تشهده مدينة مراكش في تاريخها على الإطلاق و قليلا ما شهده المغرب في تاريخه ،خاصة بهذا الكم من الإصابات والوفيات.. فبعد إرتفاع عدد الوفيات بهذا التسمم أعطى والي جهة مراكش-آسفي تعليماته للسلطات المحلية بشن حملات شرسة على بعض المطاعم و”السناكات ” من أجل تشديد المراقبة وزجر كل المخالفين لقواعد السلامة الصحية وكل من ثبت في حقه التقصير و اللامبالاة في حق صحة المواطنين.. إلى هنا الأمر جميل ويجب التنويه به.. لكن المجلس الجماعي برئاسة السيدة عمدة مدينة مراكش لم تعطي اي إهتمام للموضوع بالشكل اللائق مع العلم أن المجلس الجماعي هو من يتحمل المسؤولية بصفته المباشرة لأن هناك قسم مخصص لهذا الأمر وهو المكتب الجماعي لحفظ الصحة وهو من وجب عليه محاربة كل هذه الظواهر السلبية وتشديد المراقبة الصارمة في بعض المطاعم و”السناكات”, من قلة النظافة داخل هذه المطاعم وبعض الأمور الأخرى مثل التراخيص التي تعطى لهذه المحلات والمطاعم ،هل هي تحترم الإجراءات القانونية اللازمة والمعمول بها في هذا المجال وهل هذه المحلات تحترم شروط السلامة الصحية ام لا..والجميع يعرف ان بعض المسؤولين عن المراقبة ،في هذا التخصص ،لازال عملهم لا يرقى الى المستوى المطلوب… ويكتفون بالتنقل لبعض المطاعم وبعض السناكات على فترات متفرقة او موسمية لأداء مهامهم …فهل تؤدى هذه المهام على الشكل المطلوب!؟ وهنا تطرح علامة الإستفهام..!
لنعود قليلا لموضوع التسمم بمنطقة المحاميد فقد تم عقد الدورة الأولى لشهر ماي بالمجلس الجماعي بمراكش يوم الثلاثاء 7 ماي 2024 المنصرم بحضور جميع أعضاء المجلس بإستثناء عمدة مدينة مراكش ربما لإنشغالاتها بالوزارة أو شيء من هذا القبيل لكن الوقع والمصاب جلل بمدينة مراكش والحادث كبير جدا وهناك وفيات وأسر مكلومة وإصابات كثيرة بهذا التسمم الجماعي لازالت ترقد بعض الحالات منها في بعض المستشفيات بالمدينة وكان بالأحرى من السيدة عمدة مدينة مراكش أن تكون حاضرة في هذه الدورة ومناقشة وطرح هذا الموضوع كنقطة إستثنائية ورئيسية في جدول الأعمال مع العلم ان جدول العمل يتوافق عليه من طرف أعضاء المكتب المسير بمدة معينة قبل إنعقاد دورة المجلس ولأن ماوقع وصمة عار على جبين المجلس الجماعي لأن عدد الموظفين التابعين للمكتب الجماعي لحفظ الصحة لايلبي إنتظارات المراكشيين والسياح المغاربة والسياح الأجانب لأن عددهم قليل مع العلم ان مدينة مراكش تعرف نموا ديمغرافيا وعمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة وهو مايحثم على المجلس الجماعي بتخصيص مكاتب لحفظ الصحة في جميع مقاطعات مدينة مراكش والتي تتوفر على خمس مقاطعات كبرى.. للإشارة فإن مايروج في كواليس المجلس الجماعي لمدينة مراكش بخصوص واقعة التسمم بالمحاميد تشير إلى أن الأمر ربما يتعلق بمنتوج للبيض قادم من أحد الضيعات الفلاحية ضواحي مراكش والمسؤول عنه هو مكتب أونسا ONSSA,هو السبب في حالات التسمم التي أودت بحياة هؤلاء المواطنين ،الذين كان ذنبهم الوحيد انهم ثاقوا في اجهزة المراقبة…و في إنتظار بيان رسمي من طرف السلطات المحلية والسلطات القضائية التي لازالت لم تصدر بيانا تشرح فيه ملابسات وحيثيات هذا المصاب الجلل بمدينة مراكش،و الرقم الحقيقي للضحايا، جراء هذا التسمم القاتل في حق بعض المواطنين.
فهل ستتدخل السيدة عمدة مدينة مراكش وتفعيل الإجراءات اللازمة وتوفير مكاتب لحفظ الصحة في جميع مقاطعات مدينة مراكش وتفعيل المراقبة بشكل مستمر ومهني يلبي إنتظارات المراكشيين مع العلم ان المغرب ومدينة مراكش مقبلة على إستضافة تظاهرة إفريقية كبيرة من حجم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 والتي لايجب ان يكون فيها حتى أدنى خطأ مهما كان صغيرا..حيث ينتظرها تحدي “إعطاء صورة مشرفة للمملكة المغربية بملكها وشعبها”.