المستشفى الجامعي محمد السادس يضاعف أوجاع المرضى بمراكش

العاصمة بريس /الرباط
حافيظ م عبدالمجيد
على الرغم من بنايته الحمراء الناصعة التي تسر الناظرين وإسم جلالة الملك المرصع في مدخله وهو إسم عزيز على كل الشعب المغربي من الصغير إلى الكبير ، لم يستطع المستشفى الجامعي محمد السادس أن يغير الصورة السوداء التي شكلها المواطنون المغاربة عن الصحة العمومية في المغرب، متأثرين بسوء الخدمات التي تلقونها على امتداد عقود طويلة.
وعلى خلاف المتوقع أصبح المستشفى الجامعي يضاعف أوجاع المرضى الذين قصدوا إليه أول الأمر، متطلعين إلى تلقي خدمات طبية، ورعاية صحية تقطعان شعرة معاوية مع العهد الصحي القديم.
ويعاني المرضى في هذا المستشفى العملاق مشاكل عويصة تتمثل أساسا في الحصول على مواعيد بعيدة الأجل، بما يهدد سلامتهم في بعض الأحيان ويفاقم مرضهم، إلى جانب إلزامهم بأداء مبالغ مالية تفوق طاقتهم مقابل الاستشفاء، في خرق سافر لمجانية العلاج بالقطاع الصحي العمومي.
كما أن المرضى المستفيدين من أمو تضامن يلاقون عراقيل عديدة في الولوج وتلقي العلاج مما يجعلهم يتوجهون مضطرين لمصحات خاصة رغم فقرهم وقلة حيلتهم، ثم إن مصلحة الراديو والفحص بالأشعة والرنين والصدى تشهد ضغطا رهيبا يجعل بعض أصحاب الأمراض المزمنة إلى قطع رحلات عذاب إلى مصحات خاصة أو بعض المختبرات، وذلك من أجل إجراء التحاليل الطبية.
ولعل ما يثير الاستغراب احتكام هذا المستشفى إلى طرق إدارية موغلة في القَِدمِ تتخلف عن ركب الرقمنة، فتفضي إلى الإبطاء في قضاء مصالح المرضى أو تأجيلها، والانتظار في طوابير طويلة، وافتقاره كذلك إلى أطر التقنيات البيوطبية المختصة في تدبير المعدات المتطورة واستعمالها، بما يجعلها معرضة للإهمال والتلف، والضياع، وبالتالي إهدار أموال طائلة، قياسا إلى تكلفتها الباهضة.