“مدينة العيون تشهد ظاهرة مروعة: التسول المهني واستغلال الأطفال في سبيل الربح!”

العاصمة بريس الرباط

منير نافيع

تعيش مدينة العيون في ظل ظاهرة مثيرة للقلق، حيث أصبح التسول ليس مجرد واقع اقتصادي ولكن أيضاً صناعة مربحة يُمارسها البعض بطرق احترافية تثير الدهشة.

فقد بات المتسولون يمتلكون اليوم شققاً وسيارات تاركين وراءهم الطابع الأليم للفقر الذي كان يلازمهم. الأكثر صدمة هو توريط الأطفال الرضع والصغار في هذه العمليات، حيث يُعلمون بفظائع التسول ويتحولون إلى مدمنين لهذه الظاهرة المروعة.

في ظل هذا السياق، يتساءل الكثيرون عن المسؤولية المشتركة في محاربة هذه الآفة الاجتماعية المتفاقمة. هل هي مسؤولية الأسرة التي قد تكون في حاجة إلى دعم أكبر، أم هي مسؤولية المجتمع وعدم تجاهل هذه الواقعة الصادمة؟

وفي حين يظهر الأمان في الأفق كحلاً لحماية هؤلاء الأطفال، يتساءل الجميع عن غياب الإجراءات الأمنية والرقابية المناسبة التي تحول دون تفاقم هذه الأزمة الإنسانية.

لن يكون الحل الشامل إلا بالتعاون بين الأسر، والمجتمع، والسلطات، لمحاربة التسول المهني وحماية الأطفال من الانجراف نحو هذا الطريق المظلم.

في هذا السياق المقلق، يتطلب الوضع تحركًا فوريًا ومشددًا من قبل الجهات المعنية. يُنبغي على السلطات المحلية تكثيف الجهود لمراقبة ومعاقبة المتسولين الذين يستغلون الأطفال ويتسببون في إفساد مستقبلهم.

من الضروري أيضاً تعزيز الحملات التوعية في المجتمع حول آفة التسول وتداول التجارب الناجحة للتصدي لها في مجتمعات أخرى. هذا يشمل تقديم دعم نفسي واجتماعي للأطفال المتأثرين للمساعدة في تحطيم دوامة الإدمان على هذه الظاهرة الخطيرة.

للأسر، يجب تعزيز البرامج الاجتماعية والاقتصادية لتوفير فرص العمل والتعليم، مما يساهم في خلق بيئة تحد من انتشار التسول كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.

من المهم أيضًا تحفيز التعاون بين الأطراف المعنية لضمان حماية الأطفال وتقديم الدعم اللازم للأسر المحتاجة. ينبغي أن تكون هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية شاملة تتضمن التشريعات الفعّالة وتعزيز التوعية لتحقيق التغيير الإيجابي.

في النهاية، يبقى محاربة ظاهرة التسول المهني وحماية الأطفال تحديا مشتركا يتطلب التفاعل الفعال والتعاون الجاد للحد من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الأجيال الصاعدة.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...