تعدد الثقافة الوطنية في تحقيق الأمن القومي: المملكة المغربية

العاصمة بريس الرباط
منير نافيع العيون
في ندوة دولية بسيدي إفني، تم تسليط الضوء على أهمية التعدد الثقافي في تعزيز الأمن القومي للدول، باعتبار المملكة المغربية نموذجًا يتميز بالتعايش والتسامح بين مزيج من الثقافات. شارك في الندوة وفد من اتحاد الطلبة الأجانب الناطقين بالعربية في المغرب، مما أبرز أهمية الموضوع على المستوى الدولي.
رئيس الهيئة المغربية للشباب الملكي الصحراوي أكد على قدرة المغرب على التعامل مع التحديات الهجرة بفضل احترامه للخصوصيات، وشدد على قيم التعايش والتنوع التي تميز المجتمع المغربي. وفدد المشاركون بمقاربات علمية حول مفهوم التعددية الثقافية وأثرها في دستور المملكة.
أعرب أحد أعضاء الوفد عن سعادته بالمشاركة، مشيرًا إلى أن تعدد الثقافة يسهم في تعزيز الأمن القومي. وتناولت المداخلات دور المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية في تعزيز التعددية الثقافية.
تحدث باحثون عن مكانة التعددية الثقافية في المواثيق الدولية ودور المدرسة في تعزيز القيم الوطنية. كما تم التطرق لأهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ودلالاتها التاريخية والحضارية.
تنظم هذه الندوة في إطار المنتدى الدولي للشباب، برعاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت شعار “تمكين الشباب دعامة لبناء الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن الهوياتي”. يشمل برنامج المنتدى فعاليات فنية تراثية وزيارة لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير بسيدي إفني.
تطرقت المداخلات إلى أهمية دراسة العوامل النفسية والاجتماعية للتعدد الثقافي، مع التأكيد على أن التنوع الثقافي يشكل زخمًا سيكولوجيًا يستحق الدراسة الأكاديمية. وأثنى المشاركون على تجربة المجتمع المغربي في التعايش والاختلاف، مشيرين إلى الحاجة إلى فهم عميق لهذه التجربة في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية العالمية.
كما ألقى منسق عمل المرشدين في المجلس العلمي المحلي بسيدي إفني الضوء على دور المجالس العلمية المحلية في تعزيز الثقافة الوطنية وحماية الأمن والهوية المغربية. أشار إلى أن التدين يمثل جزءًا هامًا من الهوية المغربية، حيث يعتبر الدين ليس فقط شعائر تعبدية بل عقيدة وثقافة وسلوك.
تجاوب الحضور مع مختلف الجوانب المطروحة، مع التأكيد على ضرورة التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات. وفي ختام الندوة، تم التأكيد على أهمية تعزيز التفاهم الثقافي وتحقيق الوحدة الوطنية من خلال تقدير التنوع والتعدد الثقافي.
تجسد هذه الندوة استراتيجية المملكة المغربية في التعامل مع تحديات التعدد الثقافي، حيث تسعى الحكومة إلى تشجيع التعايش والتسامح بين مختلف المكونات الثقافية في البلاد.