من يحمي أصحاب مقاهي “الشيشة” بمراكش والتي أصبحت منتشرة في كل أحياء المدينة
العاصمة بريس /الرباط
لازالت عملية محاربة “الشيشة” بمقاهي ومطاعم مراكش تنفذ بطريقة انتقائية بحيث تشتغل الهواتف النقالة لتخبر أصحاب المحلات المحظوظين والمحميين بأن الحملة ستبدأ على الساعة كذا ليتسنى لهؤلاء التستر عليهم وإخفاء “الشيشات” أثناء الحملة والتي تدوم غالبا ساعات قليلة حيث يتم استئناف استعمال “الشيشة” بعد مرور العاصفة.
ولم تعد مدينة مراكش السياحية تعرف انقطاع “الشيشة” فهناك مقاهي لا تنتزع منها “الشيشة” لنفوذ أصحابها ولعلاقتهم المتشعبة ببعض المسؤولين الأمنيين وغيرهم ، وطبعا كل ذلك مقابل مصالح بعض المسؤولين ومصالح المستفيدين من هذا النشاط الذي يعرف مبالغ خيالية بسبب ثمن استهلاك “الشيشة” المتصاعد والذي يتجاوز المائة درهم في بعض المقاهي التي تقدمها لزبنائها والتي تحولت لأوكار دعارة في قلب المدينة السياحية
وتتوزع هذه المقاهي في مراكش على مستوى منطقة جيليز والداوديات والمسيرة وعين إيطي وكذلك بأحياء أخرى قلب العاصمة السياحية ، أما أصحاب مقاهي “الشيشة” الذين لا مخبر لهم فيتعرضون للحجز والإغلاق و مصادرة الطاولات والكراسي لأنهم لم يفهموا اللعبة .
وتتداول حكايات وسط الشباب تؤكد أن نساء المغرب دخن الشيشة قبل الرجال، كما أنهن حولن بعض المقاهي إلى أماكن للقاءات بين الأحبة واللهو ومقابلة سياح خليجيين تحت أنفاس الدخان قد تتطور في حالات كثيرة إلى علاقات جنسية خارج هذه الفضاءات.
وعلى الرغم من أن هذه الحكايات فيها بعض المزايدات، إلا أن هذا لا يخفي إقبال الفتيات المغربيات على هذه الموضة الجديدة، ما جعل بعض وسيطات الدعارة ينقلن نشاطهن إلى هذه الفضاءات، خاصة أنها تجتذب يوميا عشرات الشباب والفتيات من مختلف الأعمار، إلى جانب السياح الخليجيين.
وبما أن غرض بعض الفتيات يقتصر فقط على إسقاط بعض الزبائن في شباكهن، فإنهن يرتدن مقاهي “الشيشة” دون تدخينها لكونها تشعرهن بالغثيان ويفضلن ارتشاف السجائر التي يعد ثمنها أقل بكثير من “الشيشة”، إذ أنها قد تكلف يوميا أزيد من خمسين درهما.
وتشير إحصائيات غير رسمية أن عدد مستهلكي “الشيشة” في المغرب في ازدياد كبير، وفي وسط الفتيات وحدهن تؤكد أن 15 في المائة منهن أصبحن يدخنها.
وحسب الأطباء فإن الفتاة المدخنة بشكل متواصل أكثر تعرضا للإصابة بداء السرطان، وأكثر تهديدا بالوصول إلى شيخوخة مبكرة وهي لا تزال في سن الزهور.
وتطرق تقرير أخير للمنظمة العالمية للصحة حول الأمراض الناتجة عن التدخين، إلى أن عدد الأمراض الناتجة عن تدخين الشيشة يتجاوز خمسة وعشرين مرضا، وأن كل سيجارة يدخنها الإنسان تنقص من عمره 5 دقائق ونصف الدقيقة، أما الأضرار الناتجة عن تدخين السيدات الحوامل، فلها انعكاسات على صحة الطفل وتؤدي إلى ولادة مولود خفيف الوزن.
أما عن أسباب إقبال الفتيات على تدخين الشيشة، فتظل غير معروفة لدى العديد من الأشخاص، لكن بعض المختصين في التحليل الاجتماعي والمظاهر السلوكية الجديدة، يعزونها إلى وجود رغبة في التمرد على عادات المجتمع، وعلى أحوال المعيشة التي يعشنها إلى جانب محاولتهن جذب انتباه الجنس الآخر، أو لاعتبارهن تدخينها في الأماكن العامة، مجرد مظهر طبيعي من مظاهر مساواتها بالرجل.