تصريح مسؤول يطارد السراب .

لم اكن متفائلا بالقدرالكافي من كفاءة رئيس الحكومة وفريقه في حواراليوم ومرد هذا التشاؤم كون سنتين ونصف لم نر فيها حسماواضحا في كثيرمن القضاياوكيف ان هذه الحكومة فاقدة للجدية .ولاول مرة في المغرب تجتمع رداءة الأسلوب والآداءفي شخص واحد وهي معضلة كبيرة اصابت منظومة الحكومة في مقتل وعطلت من نجاعة الآداء حيث ارتفع معها مؤشر الهدر سواء في الزمن المدرسي الذي تعيشه المدرسة العمومية أو الآداءالحكومي الذي تتحمل مسؤوليته وزارة التربيةالوطنية ورئاسة الحكومة . وتبين بالملموس ان رئيسها تنقصه الخبرة اللازمة في تدبير الازمات كما انه بدا واضحا كون مستشاريه فاقدي الصلاحية والكفاءة.
وانا استمع للتصريح عقب اللقاء المنعقد اليوم مع النقابات الأربع سجلت بعض الملاحظات اسوقها في عجالة:دون التكلم على فشله في ارتجال قرارات والتي ارجعها لأمرين اساسين كونه غيرضابط للمفاهيم والقضاياممايجعله متمكنا من صيغة الخطاب والمضمون وانه غير قادر على انتاج أفكار ومؤشرات مطمئنة للساحة بل كنا ننتظرمنه اجوبة على الملاحظات التي رفعت كشعارات من طرف الجميع اولها الاعتذار للشغيلة التعليمية وهي اشارة راقية وفرصة سانحة لنزع فتيل الازمة وتلطيف الأجواء مادام رئيس الحكومة أطلق بعض وزرائه المتنطعين وغير المقدرين للمسؤولية وهم يتطاولون على نساء ورجال التعليم وبذلك فهم يمثلونه ولايمثلون أنفسهم . ولو استهل كلامه بكلمات اعتراف لهان الأمر فانت تخاطب نخبة قادرة على تفهم الوضع .لكن هذا الامر لم يقع مع الاسف وضاعت فرصة تجسير العلاقة بين الطرفين .
ان مضمون التصريح زاد الامر تعقيدا بين كلامه والبلاغات الأخبارية للنقابات ونتساءل لماذا لم يصدر بلاغ مشترك بين كل الاطراف كدليل مادي بينهما لنسخ ماسبق .ان الاكتفاء بتصريح شفهي من طرف رئاسة الحكومة يقول بالتجميد وبلاغ النقابات يقول مرة بالإيقاف وتارة اخرى بالتعليق وكلها مفردات مشوشة وعدم توحيدها واختلاف معانيها ومراميها القانونية يزيد من وثيرة الشك وهو امر غير مطمئن لاسيما إذا وقفنا عند امرالاقتطاع الذي يعتبراجراء غير قانوني مادام الاضراب حق مشروع فلماذالم يتم معالجة هذا الامر . العجيب في امر هذه الحكومة الفاشلة انها لاتمتلك الجرأة من اجل اتخاذ قرارات شجاعة توقف نزيف الهدر .بل كل قراراتها وتصاريحها مستفزة وتعد سببا رئيسيا في التأجيج .من حقنا كذلك كآباء وامهات خرجواللشارع للاحتجاج ان نطالب بالموازاة مع النقاش الدائر باجراءات فورية تستدرك ضياع شهرين من التمدرس والتي لم يتطرق لها لارئيس الحكومة كممثل للشعب ولا النقابات كمدافعة عن المدرسة.لكن يبدو ان الهم الأول للجميع السعى لاطفاء نار الاحتجاج بكل الوسائل مهما كانت بدائية ومتخلفة رغم انه يملك كل الإمكانيات والموارد .ان رئيس الحكومة اليوم لم يقدم جديدا بل طرح كثير من المفردات المتناقضة والغير مطمئنة .لقد بدا تائها بعدما غاب عنه التركيز وانتفت عنه كعادته لحظات النشوة والتشفي التي يجيدها في كثير من المواقع لحظة انتصار عابر ضد خصومه السياسين .لكنه هذه المرة فقد كثير من حيويته بعدما قدم تصريحا فضفاضا وكاني به يطارد السراب لانعدام كفاءته ورجاحة عقله .
ذ .ادريس المغلشي .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...